أوقفوا العدوان حاسبوا القَتَلة إفتحوا معبر رفح إرفعوا الحصار عن غزة
"إنّها حرب إبادة فُرضت علينا جميعاً، ومن العار أن نخوضها متفرقين، فإمّا أن ننهض جميعاً وإمّا أن يقتلونا فرادى".
في السابع من أكتوبر، أثبتت المقاومة الفلسطينية للعالم أجمع أنّ الاستقرار في المنطقة والعالم غير ممكنين دون تحقيق وتجسيد حق الشعب الفلسطيني، غير القابل للتصرف، في الحرية والعودة وتقرير المصير.
وفي الوضوح ذاته، أعلنت الحكومات الغربية، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، أنّها ليست فقط عدوة للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة، وشريكة في جرائم الإبادة، إنما هي عدوة منطقتنا العربية وعدوة كل صوت يُقاوم الهيمنة والاستعمار في أيّ بقعة في العالم، فبعد أن طُردت من عدد من الدول الأفريقية رأت في غزة فرصة لعودة هيمنتها لمنطقتنا.
ولم تقتصر - هذه الدول - في إيصال رسالتها على الترسانة والتواجد العسكري في بوارجها وطيرانها في المنطقة، إنّما في استخدام كل منصاتها، ومن بينها مؤسساتها الأجنبية والدولية، ولسان حالها يقول: "كلّ من يعمل لدينا، كلّ من يأكل من مالنا، كلّ من يعيش على أرضنا، سوف تُقدّم له فاتورة سياسية في وقتٍ ما، وسيكون عليه أن يلتزم. حتّى التعبير اللفظي سوف يُحاسب عليه". وسقطت أقنعة المستعمرين، وادعاءاتهم الزائفة بعالمية حقوق الإنسان، مع القنابل الحارقة والأشلاء المتناثرة في غزة.
ومن هنا فإننا كمؤسسات مجتمع مدني في فلسطين وعلى امتدادالوطن العربي نؤكد على الآتي:
أولاً: على المؤسسات الأجنبية والدولية العاملة على امتداد وطننا العربي إصدار مواقف واضحة ومطالبة مؤسساتها الأم باتخاذ موقف صريح يدين العدوان وجرائم الإبادة الجماعية المستمرة في حق الشعب الفلسطيني في غزة ويطالب بمحاسبة مُرتكبيها، ورفع الحصار والعقوبات الجماعية عن قطاع غزة، ويؤكد على حق الشعب الفلسطيني الثابت والأصيل في القانون الدولي في المقاومة والحرية وتقرير المصير، والتراجع عن أية مواقف مُسبقة مؤيدة للاستعمار الصهيوني وجرائمه الممنهجة، أو تساوي بين المستعمِر والمستعمَر، أو تلتزم الصمت والحياد المخادع، فلا مناطق رمادية في هذا المفصل التاريخي في حياة منطقتنا.
ثانياً: نطالب المواطنين العرب العاملين في المؤسسات الأجنبية والدولية كافة بالضغط على مؤسساتهم لاتخاذ مثل هذه المواقف. ورفع الصوت عالياً في المسيرات الشعبية في منطقتنا العربية وأحرار العالم من أجل تجسيد تلك المواقف. وتكثيف الاعتصامات أمام الممثليات الأجنبية في دولنا العربية كافة لإجبار دولهم على وقف مساندتهم لجرائم الإبادة الجماعية في غزة.
ثالثاً: ينبغي أن يبقى شعار وقف العدوان، ومحاسبة المستعمرين الصهاينة مُرتكبي جرائم الإبادة وشركاؤهم، وفتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإغاثية والماء والغذاء والدواء والوقود والفرق الطبية لتعزيز صمود غزة في مواجهة العدوان، ورفع الحصار عنها، حاضراً كموقف مبدئي ثابت في كافة التحركات والاعتصامات والمطالب على امتداد وطننا العربي ولدى الأحرار في العالم.
رابعاً: نُعلن عن تشكيل مرصد عربي، يتابع:
1- الانتهاكات التي يتعرض لها العاملين والعاملات في المؤسسات الأجنبية والدولية؛ والمتمثلة بانتهاك حرية الرأي والتعبير بأشكالها كافة من خلال منع وإدانة الإدلاء برأيهم أو تعاطفهم مع الحق الفلسطيني والعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني.
2- الانتهاكات الواقعة على المؤسسات الأهلية من قِبل المؤسسات الأجنبية والدولية المختلفة التي بدأ بعضها يطرح شروطاً جديدة للتعاقد من نوع الإدانات للتنظيمات الفلسطينية كونها تشكل انتهاكاً صارخاً لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
3- رصد ومتابعة بيانات وممارسات المؤسسات الأجنبية والدولية وهيئات ومنظمات الأمم المتحدة ووكالاتها، وفضح أية مواقف متماهية مع مشروع الاستعمار الصهيوني في التطهير العرقي في قطاع غزة من خلال عمليتي الإبادة الجماعية والتهجير.
4. نأمل من أيّ موظف أو عامل في المؤسسات الأجنبية والدولية- في كافة الدول العربية- تعرض لهذا النوع من الانتهاكات، أو ممن يرصد أو ترصد قيام أيّ من المؤسسات الأجنبية والدولية بنشر أيّ محتوى ينطوي على دعم أو تأييد للاستعمار الصهيوني وجرائمه التواصل على العنوان التالي [email protected]
لنتمكن من توثيق الانتهاك وفضح مرتكبيه ومتابعته بأدوات الضغط والمناصرة الفعّالة والرادعة. مع ضمان كامل بعدم استخدام اسم مَن تعرض للانتهاك، الذي سيتم متابعته باحترافية، لعدم تعريضه لأية إجراءات تعسفية.